عزيزي الطالب :
إنّ طلب العلم والمتابعة فيه من أشرف الأعمال وأجلّها وأعلاها رتبة ومنزلة ، والفرق شاسعٌ جدّاً بين المتعلّم والجاهل ، قال الله تعالى في كتابه الكريم
" هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " ومع أنّ هذا الاستفهام لا يحتاج إلى جواب ، إلا أنّ الجواب يأتي في آية كريمة أخرى يقرع أسماعنا وينبّهنا إلى ضرورة طلب العلم حيث يقول الله تعالى : " يرفعِ الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
( إنّ الملائكة لتضعُ أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع )
ويقول الرصافي:
ابنوا المدارسَ واستقصوا بها الأملا حتّى نطاولَ في بنيانها زُحلا
جـودوا عليهــا بما درّت مكاسبُـكم وقابلوا باحتقارٍ كلّ مَن بخلا
وحتى نحقق هذه المكانة السّامية وتلك الدّرجة الرّفيعة علينا أن نسير في الطريق الصّحيح حتى نحقّق ما نطمح إليه ،لاسيّما والامتحان يقرع الأبواب ويقول أيّها الطلاب هلمّوا ، حان وقت الحصاد،حان وقت القطاف ،حصاد النتائج والدّرجات العالية، فطُوبى أيها الأبناء لمن سقى زرعه وتكفّله بالعناية والرّعاية، وأذكّر أبنائي بالمثل العربي: قبل الرّماء تُملأ الكنائن ، فمرحى لمن استزاد وملأ كنانته قبل النّزال ، وأقول للذين توانَوا عودوا إلى كتبكم ودفاتركم واجتهدوا ففي الوقت بقية، وفسحة الأمل ما زالت أمامكم . وأعرض لكم أبنائي وبناتي بعض النّصائح التي تساعدكم في تحصيلكم الدراسي ، بل ترفع من درجة استيعابكم لعلّ الفائدة تزيد .
الدراسة أمر مهم جداً في حياتنا إذ إنّك لن تستطيع التخرّج من الجامعة أو من المدرسة بدون أن تكون قد درست جيداً مسبقاً، ولكن كثيراً ما يتبادر إلى الذّهن هذا السؤال:
ما هي أفضل الطرق للدراسة؟.
سوف أستعرض لكم بعض طرق الدراسة الأكثر فعالية والأكثر سهولة وحتى لا أطيلَ عليكم ألخّصها بالأمور التالية:
تنظيم الوقت: الوقت أمر مهم جداً ،حيث إنّ الحياة عبارة عن وقت، لكنها بلا معنى إن لم تقم بتنظيم أوقاتك ، فمثلاً عليك أن تعطي وقتاًً للدراسة ،ووقتاً للرياضة وآخر للنوم والرّاحة، ولا تنسَ أيضاً أن تقرن كل نشاطٍ يومي بوقت لتنفيذه من أجل عدم ضياع اليوم بأكمله وأنت نقوم بنشاط واحد ، فمثلاً تعطي النوم ستّ ساعات والرياضة والراحة ساعة واحدة، وبهذا تكون قد نظمت وقتك وحصلت على أفضل النتائج.
ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة بشكل منتظم يومياً يساعد على تنشيط الدورة الدموية ونقل الغذاء إلى الدماغ بشكل أفضل.
الدراسة بمكان هادئ: إنّ الدراسة بمكان هادئ تعمل على تقليل الأمور التي من شأنها تشتيت الانتباه وبالتالي زيادة التركيز أثناء الدراسة.
خذ قسطاً من الراحة: إنّ أخذ قسطٍ من الراحة يساعد على إعطاء الدماغ الفرصة لتثبيت المعلومات، وإعادة الاستعداد لاستقبال المزيد من المعلومات، وهذا من شأنه أيضاً زيادة التركيز.
لا تضغط نفسك بالدراسة: أعطِ لعقلك الفرصة، لذلك عليك القيام بإعادة ترتيب وقتك إن كنت قد أعطيت نفسك مدّة طويلة جداً للدراسة .
طرق للمذاكرة والحفظ :إنّ من الطرق التي قد تفيد الطالب على المذاكرة بشكلٍ أفضل هي أن يقوم بالدراسة في جوٍّ هادئٍ بعيداً عن أي نوعٍ من الصخب أو الضّجيج، إذ إنّ الكثيرين يقومون بالدراسة أمام شاشة التلفاز أو مع أصدقائهم ويعتقدون أنّهم يقومون بالمذاكرة، ولكنهم في الواقع يقومون بالتحدّث مع أصدقائهم أو مشاهدة التلفاز فقط .
من الجيّد كي تقوم بترتيب أفكارك أن تقوم بمحاولة تدريس ما تقوم بمذاكرته لشخصٍ آخر حتّى ولو كان هذا الشخص من صنع خيالك، فبهذه الطريقة تكون قد تأكّدت من فهمك للمادة وحفظك لها، كما تستطيع عن طريق ذلك أن تقوم بترتيب المعلومات التي حفظتها وأن تربطها مع بعضها بعضاً.
إنّ التكرار والتدريب وتلخيص المعلومات على شكل رؤوس أقلام هو ما يساعد على الحفظ وعلى إتقان أيّ أمرٍ في الحياة، فمن الممكن إنشاء جوٍّ كجوّ الامتحان والحصول على أسئلةٍ سابقة أو القيام بوضع مجموعة من الأسئلة التي لا تعرف حلّها بعد من الكتاب والقيام بترتيبها على شكل الامتحان والقيام بحلّها في فترةٍ محددة كما في الامتحان .
يجب على الأهل مساعدة أبنائهم في الدراسة من خلال الجلوس معهم وتشجيعهم وتحفيزهم لبذل الجهد لتحقيق النجاح الباهر وأن ذلك يَصُب في مصلحتهم الشخصية.
تجنّب الدراسة في حالة الإرهاق والتعب النفسيّ أو الجسديّ فذلك يُضعِف القدرة على التركيز. تجنّب الدراسة وسط انشغال الذهن بأيّ أمرٍ؛ فيتحتم على الطالب وقت الدراسة أن يُصفي ذهنه من كل ما عَلُق به ويجعل تركيزه على مادته.
تجنّب الدراسة المتواصلة دون وقت للاستراحة؛ فقد ثبت علمياً أن كل ساعة دراسةٍ متواصلةٍ يقابلها من خمس إلى عشر دقائق استراحة يتناول خلالها بعض الفاكهة أو وجبة خفيفة أو قليلاً من العصير الطازج.
يجب التنويع في وضعيات الدراسة ما بين الوقوف والمشي والجلوس والتّمدُد وخاصة إذا كانت مادةً تحتاج إلى الحفظ كي لا يشعر بالملل. يجب أن يحرص على التوجه للنوم فور شعوره بالإعياء والنعاس؛ ويفضل أن يختار وقت الفجر للمراجعة وتثبيت المعلومة.
وقبل كل هذا يجب على الطالب أن يضع هدفه أمام عينيه، هدفه من دراسته وماذا يطمح وكيف يصل ،فمن سار على الدّرب لا بدّ أن يصل .
هذه بعض النصائح من تجربتي الشخصية ومما قرأته في الكتب ذات الاختصاص ومن خلال البحث على الشّابكة ، وبالتّوفيق لطلابنا وبالنجاح والتفوّق بعون الله .
مدير الثانوية
،مدرسة سكرة الثانوية
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.